لماذا نتثائب؟ هل بسبب الضجر أو النعاس أو الارهاق؟!
ربما لا ، فقد اعتبر باحث فرنسى ان التثاؤب هو وظيفة طبيعية تشير فى الواقع الى زيادة فى النشاط ، او حتى الى رغبة دفينة فى تغيير الموضوع . لماذا نتثاءب سؤال طرحة ابقراط ابو الطب الذى عاش فى القرن الرابع قبل الميلاد ، على ذاتة وأجاب عنة أيضا مفسرا ان التثاؤب " يطرد الهواء الملوث من الرئتين " ويعيد تدفق الدم نحو الدماغ .
هذا التفسير معقول جدا ، فالتثاؤب يعنى نوبة قوية فى دورة التنفس . يكون فيها حجم فتحة البلعوم اكبر بأربع مرات من حجمها فى الاوقات العادية.
يرتبط التثاؤب عادة بالنعاس والاسترخاء ونشعر به أكثر ، لحظة اقتراب موعد النوم أو ساعة الاسيقاظ صباحا ، كما انة يحضر لحظة الشعور بالضجر . يفسر العلم عملية التثاؤب بأنها تعنى دخول كمية اضافية من الاوكسجين الى دماغنا لتؤدى دور المنبة القوى للدماغ ( بيد ان هذا الأمر لاينطبق على الأجنة . فقد كشف التصوير السمعى أن الأجنة . بدءا من الشهر الثلث تتثاءب لدرجة يخال فيها المرء ان فكها سينتزع من مكانه ! وعلى الرغم من ذلك فإن الجنين لا يسحب ادنى جزئية من الاوبحبكجين.
المعنى الخفى !
هناك قول ماثور يؤكد أن المتثائب الجيد يصيب 7 أخرون بعدواه . وقد تمكن الامريكى روبيرت بروفين ، استاذ علم النفس فى جامعة ماريلاند ، من تثبيت هذا القول عبر سلسة من التجارب أجراها على طلابة ، لقد أرغمهم على مشاهده شريط فيديو عن التثاؤب ودون ملاحظاتة . فتبين له ان الرؤية تؤدى دورا أساسيا فى نقل العدوى . بيدن ان مشاهده فم يتثاءب لا يثير اى رده فعل عند الآخر ، اذا كان باقى وجة المتثائب مغطى بقناع.
من المعروف أيضا أن الأطفال وقبل سن العامين . لا يتأثرون بتثاؤب الآخرين .
والسبب يعود الى ان العدوى تنتقل من خلال الفص الجبهى غير المتكون بعد عند الأطفال فى تلك السن.
وبعيدا عن الانسان ، نرى ان ظاهرة عدوى التثاؤب توجد فقط عند القردة . فهى تشكل نظاما من التواصل يخفف من حده التوترات عند المجموعة وينسق نشاطاتها. فالتثاؤب قد يعنى ضرورة الانتقال الى موضوع آخر.
نتثاءب فى الوقت المناسب : يقول الطبيب الباحث فالوسنسكى ان 90 فى المئة من البشر يؤكدون انهم يتثاءبون بين مرة الى 15 مرة يوميا، وعندما يتخطى العدد العشرين مرة ، فهذا يعنى ان المتثائب يعيش كمن اصيب باعاقة ، ليس على الصعيد الجسدى او الطبى انما على صعيد المجتمع .
فى بعض الحالات يتراوح عدد التثاؤبات بين 5 و 6 فى الدقيقة الواحدة . وفى حالة زاد العدد عن وتيرته المعتادة فإن هذه الحالة تشير الى وجود مشكلات فى الجهاز العصبى.
فى الحالات غير المرضية يبلغ التثاؤب ذروتة فى أوقات محددة . لقد اعترف 75 فى المئة ممن شملتهم الدراسة بأنهم يتثاءبون كثيرا فى الصباح فى اثناء تمددهم . وقال 50 فى المئة إنهم يتثاءبون فى نهاية النهار فى حين ان اكثر من 30 فى المئة يفلعون ذلك بعد الأكل . فى الواقع ، يبدو ان الجميع يتثاءب فى الصباح وعند الظهر وفى المساء.
ولكن السؤال ، هل هناك من يتثاءب أكثر من غيرة ؟
ليس بالتحديد ، فعند بعض أجناس القرود ، ينحصر التثاؤب بالذكر البالغ المسيطر على المجموعة . فى المقابل ، يتثاءب الانسان بشكل ديمقراطى. اذ لا تنحصر هذه العملية فى فئة معينة . عملية التثاؤب تبدأ فى رحم الأم ولا تتوقف إلا مع انتهاء العمر.
لا يوجد ما هو عالمى وموحد اكثر من عملية التثاؤب لكن ثمة حالات معينة تولد او تتسبب فى التثاؤب اكثر من غيرها . مثل الحمل عند النساء والشعور بالشبع او فى فترة الصيام . اضافة الى اختيار الوقت غير المناسب للتنقل والسفر والشعور بالغثيان.