الجمال في الإسلام
--------------------------------------------------------------------------------
الجمال في الإسلام
خلق الله تعالى الإنسان خلقا جميلا ، وخلق المرأة في حد ذاتها خلقا جميلا ، فهي في ذاتها جميلة سواء كانت بيضاء أو سوداء أو شقراء ذلك لأن مقياس الجمال في عين الإنسان نسبي أي ليس وفق مقاييس معينة كما قد يظن البعض ، فتارة تكون الرشيقة جميلة وتارة تكون المتوسطة جميلة وتارة تكون الثخينة جميلة ، والسمراء أجمل من البيضاء في أعيننا لكن الحقيقة أن الجميع جميلات ، ويملكن من مقومات الجمال ما يزيد على ما نتوقع ، قال الله تعالى { لَقَدْ خَلَقْنَا الأِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ } (التين:4) وقال جل جلاله { صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ } (البقرة:138) .
إن الجمال لا يرتبط بسن محددة ، فالرضيعة جميلة ، والطفلة كذلك والشابة أيضا والشيخة جميلة ، ولولا ذلك لخربت البيوت وهاج الناس كالحيوانات .
هل مواد الزينة المستحدثة تزيد المرأة جمالا ، أم تزيدها فتنة ؟ فرق بين الأمرين ، فخلق الله تعالى كله جميل ، إن ما صنعه الإنسان من أصباغ وألوان أضافها إلى نفسه لا تزيده جمالا إنما تزيده فتنة وغواية فشتان ما بين الجمال والفتنة .لأن الجمال أمر وسط بين الفتنة والقبح .
أنظرن أخواتي وبناتي الكريمات إلى شيء جميل في هذا الكون الجميع يحبه وهو الفاكهة من ناحية الطعم ومن ناحية الشكل فالشكل جميل لكن الطعم لذيذ ، ولو أننا أضفنا على التمر عسلا أو سكرا مثلا فكيف يكون طعمه ؟ هل يزيدنا رغبة في الأكل منه أو التلذذ به ؟
كم تستطيع الأكل من المربي ، وكم تستطيع الأكل من الفاكهة الطبيعية ؟
هذا الحال في نظري نفس الألوان التي اخترعها الإنسان لكي تكون سبب غواية وإرهاق ، لا تزيد المرأة جمالا بل تزيدها قبحا أو فتنة . وانظرن بناتي العزيزات إلى كيفية اختيار ملكات الجمال في العالم إنما هو قائم على الشكل الطبيعي وليس على الإضافات والمساحيق .
من مظاهر الجمال في شريعة الإسلام الوسطية
الوسطيةالتي من معانيها :
العدل الذي أمر الله سبحانه وتعالى به في جميع شؤون الحياة قال الله جل جلاله {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (النحل:90) وفي الحكم بين الناس قال الله تعالى :{ وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ } (النساء: من الآية58) وفي إثبات الحقوق { فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهاً أَوْ ضَعِيفاً أَوْ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ }(البقرة: من الآية282)) ، وإقامة الخير في المجتمع { هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}(النحل: من الآية76)
وتعنى الاستقامة:
أي استقامة المنهج والبعد عن الميل والانحراف ، عن المنهج المستقيم أو الصراط المستقيم الذي هو الطريق السوي الواقع وسط الطرق الجائزة عن القصد إلى الجوانب.
وتعنى الخيرية: ومظهر الفضل والتمييز ففي الماديات نرى أفضل حبات العقد وسطها.
وفي الأمور المعنوية نجد التوسط خير من التطرف.
الوسطية تمثل الأمان والبعد عن الخطر
لان الأطراف عادة تتعرض للخطر والفساد.
الوسطية دليل القوة
الوسط مركز القوة، كالشباب
من مظاهر الجمال التوازن في الكون:
الليل والنهار، الظلام والنور، الحرارة والبرودة, والماء واليابس, الغازات المختلفة.
قال تعالى: )إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ) (القمر:49) )مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ)(الملك: من الآية3)
)لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا)(يّـس: من الآية40)
ومن مظاهر الجمال في الإسلام الوسطية في الإعتقاد :
1-وسط في الاعتقاد بين الخرافيين المسرفين في الاعتقاد والماديين المنكرين كل ما وراء الحسن.
فالإسلام يدعو إلى الاعتقاد والإيمان بكل ما قام عليه الدليل القطعي والبرهان اليقيني.
وهو وسط بين الملاحدة الذين لا يؤمنون بالله وبين الذين يعددون الآلهة ، حتى عبدوا الأبقار. يدعوا إلى عبادة اله واحد.
وهو وسط بين الذين يعتبرون الكون هو الوجود الحق وحده وماعداه خرافة ووهم وبين الذين يعتبرون الكون وهما لا حقيقة له. وسط بين الذين يؤلهون الإنسان وبين الذين جعلوه أسير جبريه اقتصادية أو اجتماعية أو دينية.
وهو وسط بين الذين يقدسون الأنبياء حتى رفعوهم إلى مرتبة الألوهية. وبين الذين كذبوهم واتهموهم .
ومن مطاهر الجمال في الإسلام الوسطية في العبادات والشعائر
الإسلام يكلف المسلم بأداء شعائر محددة كالصلاة في اليوم
- والصوم
- والحج
- ويأمره بالسعي والعمل والراحة مع الاستجمام أيضا
ومن مظاهر الجمل في شريعتنا الغراء الوسطية في الأخلاق
الإنسان في نظر الإسلام مخلوق مركب فيه العقل والشهوة. غريزة الحيوان وروحانية الملاك. فليس روحا علويا سجن في جسد أرضي ولا هو جسد محض. وكيان مادي صرف. بل هو كيان روحي ومادي قال الله سبحانه وتعالى :{ إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ} (صّ:71)
فالإسلام يعتبر العمل للحياتين ، وبجعل الدنيا مزرعة للآخرة.
قال الحق سبحانه وتعالى : { يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} (لأعراف:31) ...)
وقال أيضا : { قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ }(لأعراف: من الآية32)