علاج إكتئاب المراهقين بالرياضة
الرياضة أفضل مساند لعلاج اكتئاب المراهقين
في الواقع أنه لايوجد علاج باسم العلاج بالرياضة كما يتصور البعض ولكن العلاج بالرياضة هو: أن يكون
هناك ممارسة لبعض الألعاب الرياضية التي تساعد العلاجات الأخرى في الشفاء كالعلاج الدوائي
وأستطيع أن أقول إن ممارسة الألعاب الرياضية في الهواء الطلق وبين الخضرة والماء والبعد عن
ضجيج السيارات وازدحام المدن ماهي إلا من مكملات العلاج النفسي والدوائي ، وقد أوصى علماء
النفس والأطباء بذلك لكي يخرج المريض من عزلته ، ويرى ويشاهد جمال الطبيعة التي أبدعها
الخالق- جلت قدرته- وعلى الإنسان أن يرمي همومه ومتاعبه وراء ظهره ويتمتع بحياته وما وهبه
الله من صحة وعافية ، وعندما يرمي الإنسان نفسه في أحضان الطبيعة الخلابة يحس أن الحياة
فيها وجه مشرق خلاب وأنها ليست كلها سيئة كما يصورها المرضى النفسانيون الذين يبنون
سلوكهم على معتقدات خاطئة ويفسرون أحداث الحياة تفسيرا غير صحيح يجر عليهم الويلات
والشقاء، مثل أن يفكر المريض بالانتحار أقول له ولماذا هذا التفكير ؟ أنت تقتل نفسك ونفسك
لاتملكها فكأنك تريد قتل غيرك ، ثم هل تتوقع أنك عندما تقتل نفسك أنك ستعيش في الدنيا الآخرة
عيشة أفضل من عيشتك في الحياة الدنيا إنك ستذهب إلى النار إلى الجحيم وهذا جزاؤك عند رب
العالمين الذي خلق هذه النفس البريئة التي قتلتها ، ومن هنا صار المؤمن صادق الإيمان لاينتحر
لأنه لايريد أن يذهب للنار ، فلا ينتحر إلا الكافر الذي لايؤمن بجنة أو نار ، فهل تريد يا أخي المنتحر أن
تذهب إلى النار وأنت مسلم ؟ طبعا ستقول لا لكن المشكلة أن المنتحر إذا أراد الانتحار لايفكر
وينقطع تفكيره بسبب تفاقم المرض عليه ، فالخروج إلى الطبيعة ماهو إلا وسيلة لإخراج المريض من
هذا القمقم الذي حجر نفسه فيه ، وهذه حياتنا المعاصرة التي غلبت عليها المادة وغاص الناس
فيها ونسوا الجانب الروحي أو التوازن بين الجانب الروحي والجانب المادي مما سبب للناس انتشار
الأمراض النفسية وقانا الله وإياكم منها 0
الرياضة أفضل علاج لاكتئاب المراهقين ، ياترى لو لم يوجد أندية رياضية يمارس فيها الشباب
هواياتهم وينفسون فيها عن نشاطهم الزائد ، ماذا تعتقد أنهم فاعلون ؟ إن وجود هذه الأندية الرياضية
رحمة بالمجتمع وبالناس لئلا يلحقهم الأذى من هذه الشبيبة التي لديها نشاط زائد لاتدري أين
تفرغه ؟ مشكلة بعض المراهقين أنهم يهربون من مشاكلهم ويفرون من واقعهم إلى أمور سيئة جدا
مثل التدخين وإدمان القهوة والكحول والمخدرات ، ولكنهم لايلجأون إلى أساليب نافعة ومفيدة
تنسيهم همومهم وتقضي على مللهم وتبرمهم من الحياة و من أجمل هذه الأساليب ممارسة
الرياضة البدنية ككرة القدم والسلة والطائرة والتنس والبليارد وغيرها منها أنها تقضي على عزلتهم
ويكونون من خلالها صداقات جديدة، ومنها أنهاتنشط أبدانهم وتزيل عنهم الهموم والمتاعب وتبعدهم
عن الزلل والخلل ،أنا في الحقيقة أعتبر الأندية الرياضية مصحات نفسية والمساجد أيضا مصحات
نفسية وعضوية واجتماعية 0
يقول الدكتور عادل مدني أستاذ الطب النفسي بكلية طب الأزهر ( إن الاكتئاب من الأمراض الخطيرة
التي تنتاب الشاب نتيجة الإحباط ، وهو يعود إلى رغبة الشاب في التغيير ) فالشاب يصطدم بالواقع
الذي لايتجاوب مع رغباته وميوله فينشأ لديه الصراع النفسي بين الذات العليا والهي ، وعندما
لايستطيع التوفيق بينهما بسبب ضعف الأنا يصاب بالمرض النفسي 0
وفي سن المراهقة يكون تقويم المراهق لنفسه إما أعلى من الحقيقة أو أقل منها ، فإذا كان
تقييمه لنفسه أقل فهذا يعني عدم ثقته بنفسه وبالتالي يشعر بالدونية ثم بعد ذلك يصاب بالاكتئاب
، أو أنه يقدر نفسه أعلى من حقيقتها ، فيكتشف فيما بعد أنه غير قادر على تحقيق ما تصبو إليه
نفسه ، نتيجة أنه بالغ في تضخيم ذاته ، فيصاب بعدها بالاكتئاب 0
قد يسأل سائل هل يختلف الاكتئاب عند المراهق عن الاكتئاب عند البالغ ؟ طبعا سؤال وجيه ، نعم
يختلف فالاكتئاب عند المراهق تظهر أعراضه على شكل ، قلة التركيز ، عدم القدرة على الاستذكار
وعدم الذهاب للمدرسة ، كما يظهر على صورة غضب شديد أو على شكل عدوان وقد يكون هذا
العدوان موجها إلى الخارج كالاعتداء على الغير أو عدوان موجه إلى الذات كالشراهة في التدخين أو
إدمان المخدرات ،
ومن حسن حظ المراهقين في مجتمعنا السعودي المسلم أن الأسرة والحمد لله لاتزال متماسكة ،
لأن الأسر السعودية والحمد لله تؤمن بدين الإسلام الذي يحظ على التراحم والتعاطف والمحبة
،فالشاب لايزال بحمد الله يعرف والده وأمه وإخوانه وأخواته فيحبهم وبصحبتهم يقضي على مايصيبه
من ملل وسأم 0
إذا إذا أصيب الشاب أو المراهق بحالة من الاكتئاب فما عليه إلا أن يراجع العيادة النفسية ليشخص
الطبيب النفسي المرض ويصف العلاج الدوائي ، ولا ينس ممارسة بعض الألعاب الرياضية التي
تساعد على الشفاء ، فالعلاج الدوائي لايكفي وحده لعلاج الأمراض النفسية ، كما أني أنصح
المكتئب الا يخرج عن توصيات الطبيب النفسي ويستمر في تناول الدواء وعادة الأدوية النفسية
يطول استخداما قد تصل المدة إلى ستة أشهر أو سنة وأحيانا مدى الحياة ، ولكن بعض المرضى مع
الأسف لايصبرون حتى تنتهي فترة العلاج فعندما يحس بالعافية يترك العلاج أو يتناول أدوية يصفها
الصيدلي أو أن شخصا ما كان يناولدواء وشفي ، فيعلقد المريض أن مرضه يشبه مرض هذا الشخص
فيأخذ وصفته ويشتري الدواء ويستخدمه ـ وبمعنى آخر يقوم المريض بتشخيص مرضه وعلاجه بناء
على مشورة صديق أو قريب ، وهذا مما يؤدي إلى مضاعفة المرض ، وصعوبة علاج المريض فيما بعد
، والله الموفق 000