الدردشة الإلكترونية.. بين الخيانة والتسلية

هناك من يعتبرها (الدردشة) فكرة لا تتخطى حدود الصداقة، وآخرون يعتبرونها خيانة زوجية، إلا أنها غالباً ما تتحول عبر الإنترنت إلى إدمان يومي يجد من خلالها أحد الزوجين متنفساً لمشاعره وهروباً من المشاكل الزوجية.وجاء في تقرير برنامج صباح الخير يا عرب يوم الثلاثاء 31 مارس/آذار 2009، أن الخيانة الزوجية كان لها نصيب من تقدم التكنولوجيا وتطور عالم الاتصالات، ومع ظهور الإنترنت لم تتوقع أية امرأة أن تتحوّل هذه الوسيلة الإلكترونية إلى أداة خيانة في يدي زوجها أو حتى في يدها.وأشار التقرير على أن جلوس الأزواج لساعات طويلة أمام شاشات الكمبيوتر والدخول في دردشة مشبوهة، يثير حفيظة أزواجهم، ويتحول إلى نوع من الإدمان الإلكتروني، ومن ثم إلى عدوّ خطر يهدد حياتهم الزوجية، فيصبح الإنترنت ملاذاً سهلاً وميسراً لأصحاب البيوت المتوترة، الذين غالباً ما يفضّلون الهروب من مشاكلهم بدلاً من مواجهتها.وغالباً ما يلجأ الأزواج إلى الإنترنت للبحث عما يفتقدونه في حياتهم الزوجية كالرومانسية والإثارة مع إيهام أنفسهم أن ذلك مجرد محادثة، ولا تندرج تحت اسم الخيانة، إلا أنها في الحقيقة هي بداية للهاوية وتدمير للأسرة والمجتمع.وعن واقع العلاقات عبر الإنترنت وتفسير الإدمان عليها، يرى الدكتور عامر سعد الدين -اختصاصي الطب النفسي- أن إمكانية تكوين علاقة عبر شبكة الإنترنت في الغالب تنتهي بالفشل، فالإنسان الذي يذهب إلى هذه الطريقة يعاني من ضعف الشخصية والخجل الاجتماعي.وأكد اختصاصي علم النفس أن المجتمعات الشرقية تستخدم الإنترنت بطريقة خاطئة بالمقارنة بغيرها من المجتمعات الغربية، حيث إن الهدف الأساس لهم بات هو التعارف، في حين أن المجتمعات الأخرى يستخدمون الإنترنت فيما هو أبعد من ذلك بكثير، فهناك مجموعات للتربية وأخرى للثقافة والسياسة، وكل يبحث عما ينفعه. ويرى الدكتور "سعد الدين" أن إخفاء تجربة الدردشة عن الإنترنت عن الطرف الآخر يعتبر خيانة مطلقة، ولكن إذا كانت الدردشة في إطار معقول، فإن ذلك لا يعد خيانة، والمشكلة أن الهدف من الدردشة قد يكون غير محدد، وبالتالي يؤدي إلى نتائج سلبية، فقد يبدأ بدردشة ومن خلالها يتم تبادل صور، وينتهي بأفعال غير مرغوبة. وأشار ضيف البرنامج إلى أن هناك بعض الأشخاص يدخلون إلى غرف الدردشة بشخصيات مختلفة، ويدمنون ذلك ويقومون بمجهود عقليّ وجسديّ كبير في إطار جلسة الدردشة التيّ تتعدى في بعض الأحيان العشر ساعات يوميّا بهدف التسلية، ويتحول بعد ذلك إلى مدمن للدردشة عبر الإنترنت، مؤكدا أن المشكلة الأخطر، والتي تعد خيانة مطلقة، أن هناك بعض الأشخاص يدمنون مواقع الدردشة الإباحية.اتمنى الرد على الموضوع